7.7.08

كيف تتلذذ في الصلاة - 1

قال سبحانه وتعالى : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي

فهل نهتنا صلاتنا عن ذلك كله ؟؟ او بعضٍ منه ؟؟
:(

معظمنا
طاعته طاعة عادة لا عبادة
ذكر في اللسان !! والقلب منشغل وغارق في أمور الدنيا
حركات تعود الجسم على أدائها دون وعي وادراك
هل هذا هو زادنا للآخرة ؟؟
معظمنا يصلي ويذكر الله كثيرا ويصوم ويتنفل بالكثير من الطاعات
لكن فعله وخلقه يتناقض مع عبادته
لأنه
يظلم ويشتم
أو
مقصر مع والديه وأهله واولاده
أو
مبغض للناس يثير الفتن
أو
كاذب يتحايل على القانون
أو
متغيب عن عمله دون عذر
الى آخره

ما فائدة صلاتنا وذكرنا لله ؟؟ ان لم ننتهي عن ذلك كله ؟؟

والله لأتعجب ممن يتشدق ليلا ونهارا
بقال الله وقال الرسول ومظهره وسمته يدل على الإيمان
وخلقه وتصرفاته ابعد ما يكون عن الدين

صلاتنا كمسلمين ليست مجرد حركات تنتهي بالسلام
إنما يجب أن تترك فينا أثرا إيمانيا يردعنا عن الفحشاء والمنكر
علينا ان نخضع لله قلبا وقالبا قولا وفعلا
صلاتنا كمسلمين هي تجديد العهد
في السير على الصراط المستقيم خمس مرات يوميا

أحبتي في الله لن أطيل عليكم ولكني أحببت أن أبين لنا جميعا انه لا بد
ان نستشعر عظمة الخالق حتى يتطابق قولنا مع فعلنا

أن نستشعر
عظمة الخالق
ذلك هو السر في الخشوع
السر في التلذذ في العبادة والطاعة

ايا كانت
الخشوع في الصلاة .. الخشوع عند تلاوة القرآن .. الخشوع في الدعاء والذكر .. وقس على ذلك الكثير

من عرف قدر الله سبحانه استشعر عظمته
قرأ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الآية ذات يوم
على المنبر: ( وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلاْرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ
وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّـٰتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَـٰنَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: هكذا بيده ويحركها، يقبلُ بها ويدبر يمجد الرب نفسه: أنا الجبار، أنا المتكبر، أنا الملك, أنا العزيز، أنا الكريم) فرجف برسول الله المنبر حتى قلنا: ليخرن به
استشعر عظمته وانظر اليها من خلال نفسك من خلال السموات والأرض وكل شي من حولك
وتفكر في نعمه عليك تلك النعم التي لا تعد ولا تحصى
تفكر في رحمته بك وستره عليك
تفكر في تجاوزه عنك وحلمه عليك
حتما ستستشعر عظمته
إلهي ما اعظمك

الكثير منا يصلي ولا يصلي
يتمتم ويهمهم ثم يسلم عن يمينه وعن شماله
وهو لا يدري أصلى اربع ام ثلاث؟ اذكر التشهد الأول ام نسيه !! يسبح ويستغفر بلسانه والقلب لاه

لذلك
ان اردت الخشوع في الصلاة و غيرها من العبادات
عليك باستشعار عظمة الله الواحد الأحد

فقبل صلاتك وعند الوضوء
استشعر انك على موعد مع ملك الملوك لذلك احرص على نظافتك وحسن وضوئك
وعند استفتاح الصلاة
استشعر حب الله وخشيته
وكبر تكبيرة الإحرام
الله أكبر
وانت تستشعر ان الله سبحانه وتعالى أكبر من كل شي
اكبر منك ومن خوفك وقلقك ومن مشاغل دنياك
وتفكر في حالك مع الله وعلى تفريطك في الكثير من العبادات
وتيقن ان الله سبحانه وتعالى قد نصب وجهه الكريم لوجهك لحظة تكبيرك
انت الآن اصبحت في معية الله
فارجو رحمته وخف من عذابه

سبحانك يا حي يا قيوم سبحانك ما أعظم شأنك تجود على العبد الفقير إليك باقبالك عليه وتنظر اليه
سبحانك يا عظيم يا قهار وانت بعلو شأنك تناجي عبدك الفقير في صلاته

وبمجرد قولك
الله اكبر
عليك ان تتقدم بمقدمة قصيرة قبل مناجاتك لله الواحد الأحد
وهذا ما يحدث بالفعل عند لقائك وحديثك مع ملك او صاحب سلطة
ولله المثل الأعلى

والمقدمة هي
دعاء الإستفتاح
اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب اللهم أغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس
سبحان الله!! لهذا الدعاء معاني جميلة كثيرة
منها ان العبد يطلب من الله ان يطهره ويطهر قلبه من الذنوب والخطايا حتى يتمكن من التلذذ بمناجاة الله
وبعد هذا الدعاء
على العبد ان يتلو ويتدبر سورة الفاتحة ويستشعرها كمناجاة بينه وبين الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى :قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل .. فإذا قال العبد :الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ .. قال تعالى :حمدني عبدي وإذا قال العبد: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ .. قال: مجدني عبدي وإذا قال العبد : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .. قال تعالى :هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .. فإذا قال العبد : اهدِنَـا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ .. قال تعالى :هذا لعبدي ولعبد ما سأل
رواه مسلم
وهل هناك مناجاة اعذب من مناجاة ملك الملوك
والله لو استشعرت عند تلاوتك لسورة الفاتحة ان الله العلي العزيز يناجيك وحدك
لما استطعت اكمالها من اختناق عباراتك ودموعك

بعد ذلك نأتي على ركن يظهر فيه العبد التذلل لله الواحد الأحد
وهو الركوع
وما احلى الركوع حين تستشعر تذللك وصغرك في جنب عظمة الله وكبريائه
وتستحضر ذنبك وتقصيرك وتستشعر قدرة الله وغناه فتظهر تذللك له وحاجتك اليه فتقول
سبحان ربي العظيم وبحمده
اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي
وعند قيامك من الركوع تقول سمع الله لمن حمده
ومعناها: سمع الله حمد من حمده واستجاب له
ثم بعد ذلك تحمد الله وتقول :ربنا لك الحمد حمداً طيباً كثيرا مباركا فيه حمدا يملأ السموات و الأرض و ما بينها وملء ما شئت من شيء بعد
هنا تحمد الله على النعم التي انعم الله بها عليك وتذّكر أنك مهما حمدت الله على نعمه فإنك لا تؤدي شكرها
( قال تعالى: وإِن تَعدواْ نعمة اللّه لا تحصوها )

نستكمل بالغد ان شاء الله
___________

No comments: